الأحد، ١٤ أغسطس ٢٠١١

وآسلامـاه !!











استَيقظتُ بآكراً هذآ الصباحَ الرمضآنيَ الجميـلَ , حوآليَ الساعةَ السابعةَ صبآحـاً , لديَ الكثيرَ من الامورَ على جدولَ اعمآلي هذا اليومَ , الكثيرُ من الامورَ العالقةَ والتيَ يجبَ عليّ دفعَـهـا الى الامآمَ ولو قليلاً .
اشعلتُ مُحركَ سيآرتيَ بعدَ ان جهُزت نفسيّ للخروجَ , هيآ يآ قطعة الخُردةَ اعيديَ لصاحبكِ قليلاً من الثنآءَ , الا يكفيَ انيَ قُمتَ بغسلكيَ الشهَـرَ الفائتَ , يآ الهيَ كمَ انتِ مُدللةٌ عنديَ يا قطعة الخُردةَ .
مَحطتيَ الآولىَ كآن البنكَ في البلدة اليهوديةَ الاقربَ آليَ "عـومَـرَ" , لدَيَ عقدُةَ نفسيةَ منكَ يآ حسـابيَ البنكيَ , فكرتُ في نفسيَ , لمآذا لاَ يُخطئ احدهمَ ويُدخل الى حسآبيَ قليلاً من النقودَ , هُنالكَ الكثيرينَ الذينَ لا يحـتاجونَ الى الاموآلَ , ويحيَ قُلت لنفسيَ , الا يوجدَ عجوزٌ " اشكـنازيةَ " تود ان تتبنـىَ هذا الفتى ذو البشرةَ السمراءَ آلاخاذةَ .
وصلتُ الى المركز التجآريَ , حيثُ ينتصبَ البنكَ الفاخرَ سـاخراً منَ الابنيةَ القديمةَ التيَ تُحيطـهَ . هيآَ يا فتىَ اعبرَ سريعـاً من امآمَ هذه المطآعمَ , لا اودَ ان اجوعَ هُنآَ وانآ صائمَ , لنَ يُغرينيَ مَنظركَ آيـهـاَ الايسَ كافيةَ , حسـنـاَ يبدوَ اننيَ سآزورَ هذه المكآنَ بعد انقضاء الشهرَ الكريمَ (مُغلق ليلاً ) , وَهُنآ صُعقتَ , شبُآنَ عربَ جلسواَ حولَ مائدةَ في احدَ المقآهيَ , تُدورَ بينهمَ اصناف الكعكَ وفنآجينَ النيسكآفيه على مآ يبدوَ , اقشـعرُ بدنيَ , قشعريرةَ سَـرتَ في دآخليَ لتُشعلَ الطلآسمَ في ذآتيَ , فكرتُ في نفسيَ : رمضآآآنَ !!
احترقتُ من الدآخلَ , هكذآ وبكُل بساطةَ يُنتهكَ الشهرَ الفضيلَ , المَ يعلموآ هولاء المُغفلينَ بآننـاَ في عشـرةَ المغفرةَ من الشهرَ الفضيلَ , سآقطعَ يديَ لو كآنَ احدهَمَ يملكَ الُعذرَ لكيَ يفطـرَ , هولاءَ تسولَ لهمَ انفسهمَ الشريرةَ بلذة المعصيةَ في شـهر المغفرةَ . لن اتحدثَ معهمَ عن هذا الامرَ لاننيَ بحآلةٌ عصبيةَ لا تًسمُحَ ليَ , ويبدوَ انني لن استطيع ان اُجآدلهمَ بالحسنُىَ بلَ ساعلقَ مَعهمَ , نظرتُ اليهمَ باحتقـارٌ غير مَعهودَ وجعلتهم يفهمونَ اننيَ غير راضٌ عن هذا الآمرَ الشيطانيَ . (وتمنيتُ لو انه لدينآ هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكرَ كمآ في السعوديةَ !!)
انَهيتُ مُعاملاتيَ في البنكَ الفاخرَ , هذا الكُرسيَ آلاثريَ ينفعَ ان يكوَنَ في غرفتيَ, فكرتُ في نفسي المُضطربة . الا يوجدَ هدايآَ هُنآ امَ ان المُصطلحَ "مينوسَ " هي الكلمةَ الوحيدةَ المُتداولةَ هُنآ ؟
مَحطتيَ الثآنيةَ كآنتَ سوق بئر السبعَ , كمَ اكرهَ هذا المكآنَ , ولكَنَنيَ مجبورٌ ان اشتريَ القهوةَ التيَ اوصآنيَ بهآ والديَ والا سُاعتبرَ ابنـاً عاقاَ او بالاحرىَ سيتحولَ يوميَ الى جحيمَ . مررتُ من جآنبَ المقبرة الاسلاميةَ في بئر السبعَ بعدَ ان اركَنتُ سيارةَ في مكآنَ غير ملزومَ بآلدفع للبلديةَ (قليلاً قليلاً سُتصبحَ بئر السبع كتل ابيبَ !!) , الفاتحةَ على روحَ المُسلمينَ . انَظُـر الى الشبابَ الذيَنّ يتجهونَ نحوَ المركزَ التجآريَ المُلاصقَ لهذه المقبرة الاسلامية , مآ هذه الملابسَ الفاضحةَ تسآئلتُ في نفسيَ , ولمآذا يحلوَ لهمَ ان يضعوآ كُل هذه الاكسسـوراتَ , بهذا المَنظرَ لنَ يُسمـح لي بالدخولَ الى البيتَ شهراً كاملاً , او بالاحرى لا اقبل ان اوجـه لنفسيَ هذه آلاهانةَ .
دخلتُ الى السوقُ البلديَ وقرآتُ دعاء السوقَ قبل الدُخولَ , وعلى مدخل السوقَ الغربيَ كآنَ شـابٌ عربيَ واقفـاٌ على قارعة الطريقَ ويتحدثَ في جوالهَ بصوتٌ عـالَ وكأنه على وشكَ خسارةَ جميع اسهمهَ في البورصةَ , كـان يتحدثَ مع حبيبتهَ مَثلمآ فهمتَ (الا اذا كـانَ شيئاً آخرَ ) , فـانا وكـما تعلمون لا اُحبَ ان استرقَ السمَع, فسمعتُهَ يُخبرهآ بانهَ لمَ يُرد عليهــاَ ليلة البارحةَ لانَه كـان : سكرآآآن !! . ويتحدثَ وكأنهَ امرٌ عاديَ انهُ كـانَ ثملاً ليلة البارحةَ ! انهُ لخطبٌ جللٌ وليس بالامر العاديَ . لنَ اخبركمُ مآذا سيحصلَ لي ان فكرتَ ان اشربَ ذآتَ يومَ !! قُلتَ في نفسيَ بينـمآَ كُنـا البارحةَ نُصلي التراويحَ وقيام الليلَ كآنَ هذا الشابَ جالسٌ في خمآرةَ ! يآ اللهَ لمـاذا يستحـليَ النـاسَ المعصيةَ في شهر رمضآن ؟؟
اشمئزتَ نفسيَ منَ هذا الشابَ ودَخلتُ الى السوقَ لاشتريَ القهوةَ (نوع خآص) واخرجُ بسـرعةَ وآنـا اقولَ لنفسيَ لا ارُيدَ ان ارى المزيدَ يكفينيَ يكفينيَ !!
ولكَنَ سـيارتيَ طالبتنيَ بآنَ اصُلحَ الشُباكَ آلامـاميَ الذيَ لا يُفتحَ الا حسبَ مزاجَـه !! وكـانتَ وَجهتي القادمةَ هي المنطقة الصناعيةَ في بئر السبعَ "عيمكَ سـآراَ " , سَمعتَ ذاتَ مرةَ ان هُنآكَ "كهربجيَ شاطر " في هذه المنطقةَ ,
دخلتً الى المنطقة الصناعيةَ باقصى سُرعتيَ , وصوتُ السُديسيَ يجذبُ كُل اطرافيَ عند سورة البروجَ .
مررتُ من آمـام المطعم المركزيَ , يُقآل انه توجدُ هُنآ الذَ شـوآرمـا على الاطلاقَ في بئر السبعَ , حسنـاً يبدوَ اننيَ ساغزوَ هذا المكآنَ بعد هذا الشهرَ الكريمَ ! ولكمَ ان تتصورا اعزائي القراءَ منْ شآهدتُ يجلسَ حولَ الطاولةَ لتناول الغداء ! لا اعتقد ان اولئكَ الشبابَ هم روسٌ او اثيوبينَ او َ يهودَ ! حدسيَ لا يُخطى في تمييزَ الجنسياتَ , حسنـاً ساعترفَ لكمَ كآنوا شبابٌ عربَ , والعروبةَ براءٌ مُنهم !!

هذه رحلتيَ القصيرةَ قصصتهـا عليكمَ والالمَ قد حزَ في نفسـي آي حزاُ ! وهذه المشاهد ليستَ في النقبَ فقطَ لاسفي الشديدَ بلَ هي في كُل مكآنَ في بُلادنآَ المُقدسةَ !!
وُاريدَ ان انوهَ انني كتبتُ هذا الموضوعَ ليسَ لاظهآر عيوبَ النآسَ بلَ تذكيرَ عسى ان ينفعنآ واياكمَ .
والنقُطة الاخيرةَ هي انني شآهدتُ ايضاً مشآهد ترفع الراسَ وسآكتبُهـا مرةٌ آُخرىَ ان شاء الله َ .