فالسجن والموت للجانين أن صغروا ...... والمجد والفخر والإثراء أن كبروا
فسارق الزهر مذموم ومحتقر . ..... وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر
وقاتل الجسم مقتول بفعلته ... ....... وقاتل الروح لا تدري به البشر
من قصيدة المواكب - جُبران خليل جُبران
جُـبرانَ خليلَ جُبـرانَ ..شاعرٌ سبق زمانه بعقودٌ كثـيرة .. ففي قصيدته اعلاه استطاع ان يكتشفَ ما اكتشفته بعد عقدين ونيف من الزمـان .. حقاً اصبحنا في زمانٌ يُبجل فيه ذلكَ الذي ينشر افكاره المسمومة .. ويقودُ الناس الى التهلكة والهاوية .. اصبح الذي يسرقَ زهرةٌ مجرمـاً في عيون النـاس .. والذي يسرق الحقل باسلٌ مُحترم ..
يا له من زمنٌ يُحذف فيه اصحاب القلوب الطيبة والنوايا الحسنة.. ويضعهم في اسفل القائمة .. ولا يُنظر اليهم الا بعين الاحتقار .. فالعيونُ كُلها مشغولة باصحابَ المال والجاه والسُلطان .. بعبادِ القرشَ والذهب والدينــار .. اولئكَ الاشخاص الذينَ يبيعُون كُل شي من اجل تحقيق مصالحهم .. فينالونَ الاحترام والتقدير على افعالهم الشنيعة بينمـا ينـالُ ذلكَ الشخص الذي "يحُـاول " ان يعيشَ حياته َ بطرقٌ شـرعية وكريمة كُل البغض والكره فتجدهم يُعرضونَ عنه ...
عالمٌ زُيف فيه كُل شيء .. اما المبادئ والقيم فهي اخر شيءٌ نستطيعَ ان نتحدثَ عنها .. كُنت اعتقد لبلاهتي ان اولئكَ الاشخاص قَد خُدرتَ ضمائرهم .. فاكتشفتَ انهم قاموا باجراء عملية لاستئصال الضميـر .. وتناولوا الادويةَ والمسـاحيق لكي يتم ازالة آثار مشـاعر الرحمةَ من قلوبهم..
اصبحَ الطُغيانَ هو سمة هذا العصـر .. اما زمن الوفاء فقد ولى ومر .. اما الاخلاصَ حُذف من قواميسهم وذبُح من الوريد الى الوريد .. واصبح مُصطلحاً مجهولاً بالنسبة للبعض !!
تعود البعضَ علي ان اكتب بـروحٌ متفائلة تنظر للغد المُشـرق وتنتظر بزوغ الشمس كُل صباحٌ لتنشـر الامل ! ولكنني اخترتَ ان اتحدثَ عن الواقع الاليم الذي نعيشـه .. ولكي لا تصدمنـا هذه الحيـاة َ فيجب علينا ان نمتحن الواقع ونختبره .. دون تجميل او تزيين ..
لكُم مني كُل ودٌ واحترام .. على امَل ان تكون بقية هذه السنةَ خيراً علينا .. دون زيادة او نقُصـان ..
مُمرض بكل معنى الالم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق