السبت، ١ نوفمبر ٢٠٠٨

بســاطة قريتي // خ ــلجات روح

بســـــاطة قريتي ....
اعُــرفكم بدايةٌ بقريتي الصغيرة , هي قرية صغيرة يعيشُ فيها عدة عائلات واحدة بجوار الاخــرى , وتقع ع ــلى سفح تله كانت تدُعى "تل أبو محفوظ" , أنشئت قريتي ع ــام 1969 وسميت قرية تل السبع, وكانت تضم عدداً صغيراً جداً من الناس , حيثُ لم يتقبلوا المواطنين السكن الثابت لأنهم تعــودوا على نمط الترحال والبادية.
اليوم عدد سُكان قريتي هو حوالي 15 إلف نسمة إلا قليلاً, فيها العديد من المدارس, المؤسسات, ومستشفى, مركز جماهيري, سلطة محلية, عدة مساجد, ونادي رياضي وسوقٌ بــلدي يُقام يوم الجُمعة من كل أسبوع.........
ألدين الإسلامي هو ديانة هذه القرية, واغلب المواطنين مُلتزمين بالدين الإسلامي, والمساجد هو المكان الذي يجتمع فيه السكان, وهو المكان الذي نُذاع به الإخبار للمواطنين, أي إن المساجد تُشكل وسيلة اتصال جماعية.
قريتي, وللأسف, تُعاني كثيراً من البطالة, وكما يُكتب في الصحف بين حينٌ وآخر أنها تتربع على عُــرش البطالة في البلاد, وكثيراً ما توجه التُهم إلى قريتي بــأنها منبع للعنف, وأن أطباع الناس فيها صعبة للغاية,
وهذه "الارأء المُسبقة" (stigma) التي لا يُمكن التخلص منها اغلبها خاطئة , وكما يُقال "الشائعات هي التي كسرت فلسطين".
ولكــن هم مُخطئون, فسكان قريتي طيبون, وساذجين, ومؤمنون..!(كما قال نزار قباني ) فـالناس هُنــأ قد تربت على القيم والأخلاق , تربت على الصدق والإخلاص, تربت على البساطة والتُقشف . في قريتي تـرى فلسطين على حقيقتها, فتلك العجوز التي تحمل دجاجةٌ بين يديها لتبيعها في السوق, ليس لأنها بحاجة إلى نقود , بل لانها تشعُــر بحنين إلى أُمها التي رح ــلت, وذلك الجار الذي يُســاعد جاره في قطف الزيتون دون مُقــابل, وشــابٌ يدفع العربة المُحملة للشيخ الذي لم يقوى جسده على حمــلها, وذلك الرجل الذي تعطلت سيارته في مُنتصف الطريق تجدُ إن حدث أزمة سير , فالجميع يُــريد المًُســاعدة وتقديم يدَ العون, فمن يدري عله هو نفسه يقع في نفس الورطة , وأمثــالٌ كثيرة تــربى عليها الفلسطينيون مدموجة مع شهامة البداوة وعبق الصحــراء الذي يُنعش النفسُ فتنسى جميع هموم الدُنيا التي تُدفن في ارض الوطن ...!
ع ــل هذه مشــاعر هاوي شعــر َ بالحبُ تجاه بلده , لعله رأى إن الجميع يظــلم في بلده العزلاء دون أي ردٌ يُذكر, فــأراد إن يجمع خ ــليط المشاعر ع ــله يُعبر عن بعض ما يُخالج الروح ويعصفَ بها ...!
عمــر ابو رقيق

تــل السبع بين المطرقة والسندان !!

هذه احد رسائلي قــُبيل الانتخابات في قريتي تل السبع , نشرتها في موقع بانيت :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ; أنا احد مواطني قرية تل السبع , والتي عانت من تقصير وإهمال شديدين في شتى المجالات ، سواء كـان في التعليم والتربية ،
أو في الصحة ونظافة القرية ومواضيع أخرى عالقة ولا يوجد لها حل حتى الان ، كقطع المياه كـل فترة عن المواطنين واستغلال بعض الأمور لمآرب شخصية , مثل تشغيل المُقربين إلى السلطة وحتى لو كانوا بدون مؤهلات , بينما الأشخاص الآخرون ذوو الكفاءات والشهادات يبحثون عن العمل أو عن بصيص أمل لوظيفة وعدوا بها منذ زمن . ناهيك عن المحسوبيات التي تبدأ قُبيل الانتخابات لكي يتم حصر الوظائف , فالأشخاص في قريتي وعدوا بوظائف مستقبلية في حال فاز فلان أو علان .أنا اعلم جيداً أن هذا الوضع المُزري موجود في اغلب القرى العربية, وان اغلب رؤساء قـرانا العربية وخصوصاً البدوية يُنتخبون ليس لأنهم يستطيعون تغيير وجه القرية إلى الأفضل ، وإنما الموضوع هو المصلحة الشخصية لإفراد مُعينين , ودون مراعاة المصلحة العامة لبقية السُكان الذين يعيشون على مضض جراء هذه التفرقة العنصرية سواء في المعاملة , والابتعاد عن مقولة الناس كأسنان المشط ...ما أريد أن أوصله إلى أهالي تل السبع الكرام ، هو ليس المزيد من الكلام والوعود التي تُطرب الآذان قُبيل الانتخابات ، وإنما أريد إن ينتخب كل شخص بضمير وان يعلم بأنه مُحاسب عند الله على صوته لان إذا وضع صوته في المكان الخاطئ سوف يقوم بإيذاء العديد من السكان باختياره هذا.الأمر الثاني الذي أريد إن أتطرق إليه ، هو المشاحنات والبغضاء التي تحدث بين السكان جراء هذه الانتخابات , فنرى أن العداء يشتعل بين المواطنين قُبيل الانتخابات رغم أن هذه الانتخابات هي عبارة عن يوم واحد , حيثُ جاء لكي يُعبر الإنسان عن رأيه بشكل ديمقراطي لا بشكل عنيف ، بعيداً كل البعد عن الأخلاق الإسلامية الرفيعة والنفس البشرية السامية .وأتمنى التوفيق بداية لسكـان تل السبع في مسيرتهم لإخراج قريتنا من مُستنقعات الوحل والتقدم إلى الإمام لما فيه من مصلحة لهذا البلد الطيب..